تمثل العلاقة بين الثقافة والشخصية أحد أهم الجوانب التي تحدد هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة ليست مجرد إطار خارجي يؤثر على الأفراد، بل هي جزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية، حيث تعمل على تشكيل القيم، والمعايير، والسلوكيات التي تحدد طريقة تفكير الأفراد وتفاعلهم مع الآخرين.
تعد الثقافة عنصرًا متغيرًا يتطور مع الزمن نتيجة تأثير التقدم التكنولوجي، والعولمة، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على هويتها الأساسية التي تميز كل مجتمع عن الآخر.
ومع تطور المجتمعات وتغير الثقافات بفعل التكنولوجيا والعولمة، أصبح تأثير الثقافة على الشخصية أكثر تعقيدًا، مما يفرض على الأفراد تحقيق توازن بين القيم الثقافية التقليدية والتغيرات الحديثة.
وهي إحدى رسائل التنمية البشرية بمفتاح الأدب، وأدواته. وفي القرآن الكريم تكثر القصص للاعتبار، والتقويم، والتوجيه. ومسألة التطهير عريقة في الثقافة الأدبية.
وَلَا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي وَلَا بُدَّ لِلْقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِرْ
ويعتقد أخصائيون الاجتماع أن فئات الثقافة (الغير مادية) تشارك بصورة أساسية لبناء أفكار الأشخاص وأيضًا أحاسيسهم وسلوكهم وهذا حسب اللغة التي يتكلمون بها وأيضًا المبادئ التي يسيرون عليها.
لا بد من المعرفة الكاملة والإدراك أن الإنسان الذي تواجد بشكل رسمي في بيئة معينة بفعل مؤثرات ثقافية ما، سيدرك بنفسه بأن للثقافة قوة معينة مؤثرة تجعله يتماشى ضمن حدود شبكة ثقافية شديدة التعقيد إلى الحد الذي سيضطر معه إلى التفاعل من خلالها لكي يفي بمتطلبات الحياة من الناحية الزمانية والمكانية التي نور وجد نفسه مجبراً للقبول بها كجزء من مجتمع بشري يسير وإياه في دهاليز عملية تفاعلية مبرمجة ثقافياً في إطار جغرافي وتاريخي محدد.
- تساهم الثقافة في تحديد هوية الأفراد من خلال القيم والمعتقدات التي ينشؤون عليها.
وكذلك لتتم عملية تفسير الظواهر الثقافية والمتغيرات التي حدثت في حياة الأفراد ضمن مختلف المجتمعات، فقد قام علماء الاجتماع قديماً ووضعوا تصورات ثقافية عامة لتأسيس النظرية الثقافية ضمن إطار مفهوم عملية تطور الأفكار، بحيث يكون من الممكن تقديم تفسير للأسباب التي تكمن خلف وقوع أحداث اجتماعية معينة وكيف حدثت، وكذلك بعض من علماء الاجتماع الذين قاموا وعرّفوا النظرية الاجتماعية بأنها عبارة عن النتاج الذي يسعى إلى تقديم تحليل علمي حول التفاعل الإنساني باستخدام مجموعة من المفاهيم والمتغيرات الإمارات الثقافية.
تدور أهمية الثقافة حول تكوين الفرد أو الضمير الجماعي للمجتمع، وفي ذات الوقت ما يمثل المشاعر التي تدفع سلوكهم بطريقة معينة وإشارة بوصلة السلوك نحو الفرد وأيضًا نحو المجتمع، لأن يحاسب الفرد بهما. إن أهمية الثقافة تكمن في تعيين القيم حيث تتأثر شخصية الشخص وأيضًا تكوينه بصورة مباشر بالثقافة.
يصور الأدب القصصي -على وجه الخصوص- أنواعا من السلوك البشري في قالب فني، يجعل المتلقي يجد صورة سلوكاته مجسدة في إحدى الشخصيات، مثلما قد يجد فيه بعض انكساراته، وطموحاته ممثلة في أخرى، وفي كل ذلك رسائل بانية لشخصيته، ومؤهلة له للتصرف بحكمة أفضل، قد تجنبه مخاطر السير في طريق الضلال، أو مسارب الغواية، أو متاهات الفشل.
العولمة والثقافة الغربية وتأثيرهما على الهوية العربية
إضاءات لتقريب فقه الزكاة، الدكتور توفيق ابريز، "الحلقة الثالثة"
- أصبح الإعلام يلعب دورًا في تغيير أنماط الشخصية، حيث يتبنى الأفراد بعض القيم والسلوكيات من خلال التعرض المستمر للمحتوى الإعلامي.